فضاء حر

تزلف الإصلاح

 

يمنات

يمكن النظر إلى خبر انضمام قبيلة في حجة إلى تجمع الإصلاح0نشر في موقع"الصحوة نت" في 22 أغسطس الجاري) كعملية تعبير اجتماعية لحالة التزلف التي أظهرها /تظهرها لهذا الحزب شخصيات معروفة في العاصمة صنعاء, ذلك أنه تأكيد لحالة الاصطفاف وعملية الفرز القبلية بين الإصلاح والحوثي في مواقع الصراع القبلية. وهذا أخطر من مسألة التزلف, التي يبديها البعض.

أصبح الإصلاح سلطة, ولهذا أتجه البعض نحو تزلفه عبر الالتحاق به, أو عبر تبني خطابه وتجاهل أو التطوع لتقديم تبريرات لهاز

أشخاص كثير حاولوا/يحاولون تملق سلطة الوضع الراهن طمعاً في الحصول على وظيفة أو مكسب, وهو الأمر ذاته الذي كان يحدث مع سلطة ونظام صالح. على أن الأخطر من الاصطفاف القبلي الجاري تزلف آخرين ليس لهم غير قدرتهم على التحذلق وتقديم التبريرات. هناك,"أبطال كثير على خشبة التزلف" متحمسون, مندفعون, يغلفون انتهازيتهم بالحديث عن "الثورة" "الواجبات" و "الضرورات الوطنية", وتجدر الإشارة على أن متزلفي صالح ونظامه كانوا يغلفون تزلفهم ب " المصلحة الوطنية" .وضرورتها. والمعنى من هذا أن التزلف أمر مقيت من أي جهة كان, أو إلى أي جهة أتجهز

السلطة مغوية, حتى أن متملقيها يجند نفسه, وشطراً كبيراً من حياته وجهده, لدعم مواقفها وخلال ذلك يقسر حياته, مواقفه, وتصرفاته لتتسق, او تقترب من رغبات وتوجيهات السلطة التي يتملقها, يضحي هؤلاء بدواتهم, ويستسلمون لا دفاعاتهم وأمالهم. "هكذا على أية حال يفضح الوعي الردى نفسه!"كما يقول نيتشه.

وسط هذه الحمى, تطوع البعض لشتم المختلفين مع الإصلاح, وجرى الدفع نحو مكافأ السفهاء, لولا تنبه الإصلاح لفداحة هذا الأمر عليه و كتنظيم سياسي, بدرجة رئيسية.

من حق الإصلاح توسيع قاعدته ورقعة انتشاره, لكن عليه أن يعرف أن فتح بابه للانتهازيين بدفعه¸مبكرا, نحو حجز مقعد مجاور لمقاعد أنظمة الاستبداد, التي كانت تستخدم الوظيفي العامة وسلطة النفوذ السياسي لاستقطاب الانتهازيين ومكافأتهم, وعلى ذلك أقام صالح نظامه, فأصبح التسلق والنفاق معياراً للتعيين الوظيفي, بدلا من الكفاءة والجدارة.

                               فاصلة

اشعر بأن القلق تحول في روحي إلى غول.نحن بالفعل , أرواح تعاني من نقل الحياة, ولدينا مهرجون في الأطلال الباطنية لحياتنا.

تذكرت الأن بيسو! وهو يقول:"أنا فريسة لقلق غامض". كان ينتاب بيسوا "قلق المنفى وسط العناكب", ووعيه المباغت بتقوقعه وسط بشر واقعيين. أسوأ ما كان يعاني منه بيسوا يتمثل في "الدور اليومي المبتذل" للحياة.

المصدر: صحيفة الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى